الأحد، يونيو 06، 2010

خطبة عن التحذير من الفتن

خطبة عن التحذير من الفتن شهر
6/1431هـ
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أدى الأمانة وبلغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله اتقوا الله تعالى وأنيبوا إليه واثبتوا على دينه واستقيموا إليه فإن دين الله دين الحق ووسيلة الصلاح والإصلاح في الدنيا والآخرة واحذروا الزيغ والضلال عن الدين فإن في ذلك فساد الدنيا والدين بل وفساد الآخرة واحذروا الفتن احذروا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، الفتن التي تصد عن دين الله من مال أو أهل أو ولد أو عمل يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
أيها المسلمون اتقوا فتنة ينتشر شرها وفسادها إلى الصالحين كما أصاب الظالمين ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25]
احذروا فتنة العقيدة الباطلة والآراء المنحرفة السافلة احذروا كل فتنة في القول أو في العمل فإن الفتن أوبئة فتاكة سريعة الانتشار إلى القلوب والأعمال إلى الجماعة والأفراد فتصيب الصالح والطالح في آثارها عقوبتها
عباد الله لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الفتن فقال صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا" أخرجه مسلم.
عباد الله إننا في زمن فتح الله علينا فيه من الدنيا ما فتح من الخير، حتى تداعت علينا الأمم من أجلها فاختلطوا بنا كفاراً ومنافقين وفاسقين ومفسدين إننا بهذا الفتح الدنيوي لعلى مفترق طرق وفي دور تحول نسأل الله عز وجل أن لا يكون تحوراً، فيا عباد الله عليكم بدينكم،وعليكم بهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم وبهدي سلفكم الصالح يقول الله تعالى في كتابه: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ أسال الله لي ولكم إتباع صراطه المستقيم.
أيها الناس إننا نسمع ونشاهد فتناً، وللأسف أنها قد تجد عند بعضنا مكاناً متسعاً ومرتعا خصباًً، فتناً والعياذ بالله فيها الإعراض عن كتاب الله وعن سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسمع مثلاً من يدعوا إلى اختلاط النساء بالرجال وإلغاء الفوارق بينهم إما بصريح القول أو بالتخطيط الماكر البعيد والعمل من وراء الستار وكأن هذا الداعي يتجاهل أو يجهل أن دعوته هذه خلاف الفطرة والجبلة التي خلق الله عليها الذكر والأنثى وفارق بينهما خلقة وخلقاً كأن هذا الداعي يتجاهل أو يجهل أن هذا خلاف ما يهدف إليه الشرع المطهر من بناء الأخلاق الفاضلة والبُعد عن الرذيلة فلقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم ما يُوجب بُعد المرأة عن الاختلاط بالرجل فكان صلى الله عليه وسلم يَعزل النساء عن الرجال في الصلاة ويقول" خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها"
فنستفيد من هذا أنه كُلما ابتعدت المرأة عن الاختلاط بالرجال فهو خيرٌ لها وكلما قربت من ذلك فهو شرٌ لها هكذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم ثم يأتي مع بالغ الأسف من أبناء المسلمين الذين أعمت قلوبهم الحضارة الغربية أو الشرقية فيدعُون إلى اختلاط النساء بالرجال إما بصريح القول وإما بالتخطيط الماكر البعيد، نسأل الله أن يريهم الحق حقاً ويرزقهم إتباعه وأن يريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه إنه جواد كريم.
أيها المسلمون كأن الداعي إلى اختلاط النساء بالرجال يتجاهل أو يجهل ما حصل لأمة الاختلاط من الفساد والانحطاط انحطاط الأخلاق وانتشار الزنا وكثرة أولاد الزنا حتى أصبحوا يتمنون الخلاص من هذه المفاسد فلا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، إننا نسمع من يدعو إلى سفور المرأة وتبرجها وإبراز وجهها ومحاسنها وخلع جلباب الحياء عنها يُحاول أن تَخرج المرأة سافرة بدون حياء وكأن هذا الداعي يَجهل أو يَتجاهل أن الحياء من جِبِلْة المرأة التي خُلِقَتْ عليه وأن الحياء من دينها الذي خلقت له قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء من الإيمان" وقال صلى الله عليه وسلم: "إن من ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت" كأن هذا الداعي إلى السفور يجهل أو يتجاهل ما يُفضي إليه السفور من الشر والفساد واتباع السفهاء للنساء الجميلات ومحاولة غير الجميلة أن تُجمل نفسها لأن لا تبدو قبيحة.
قال تعالى { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.





الحمد لله الحليم التواب، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، أحمده - سبحانه - وأشكره، لم يزل بالمعروف معروفًا، وبالكرم موصوفًا يكشف كربًا، ويغفر ذنبًا، ويغيث ملهوفًا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، بشر وأنذر، وأرشد وحذر، وأوضح المحجة فلا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله وإننا نسمع من الفتن: ما يُروجه أعداء الإسلام من الدعاية لحضارة الغرب أو الشرق لتفخيمهم وتعظيمهم وترويج مدنِيتهم وحضارتهم المنهارة يروجون ذلك باسم التقدم والرقي والتطور والتثقيف العالمي وما أشبه ذلك من العبارات الفخمة التي تبهر كثير من الناس فيصدقون بما يقال ثم مع بالغ الأسف يلهثون ورائهم بالتقليد الأعمى والتبعية غير العاقلة وغير المعقولة بدون تأمل ولا نظر في الفوارق والعواقب: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ﴾ [القلم: 35] ﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾
أيها المنخدع بحضارة أولائك رويدك هل تعلم أن كل شئ نافع في الأمة
إلا وفي الدين الإسلامي ما هو أنفع منه فرويدك رويدك لا تغرنك دعايتهم وارجع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرة خلفاء نبي الله وسلف هذه الأمة فإنك ستجد الخير كله فيما ترجع إليه، أسأل الله أن يجعل منطلقاً منطلقاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
وقال سبحانه ﴿كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
أيها المسلمون أيها المؤمنون إن أعدائنا يهونون أي يقللون الفتن في نفوسنا إنهم يجلبونها إلينا بعد أن أفسدتهم ليُفسِدُونا بها كما فسدوا كما قال ربنا عز وجل: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ [النساء: 89] ومازال الناس في عصرنا هذا يُشاهدون ويسمعون كل وقت مظهراً جديداً من مظاهر الفتن كل فتنة تأتي يستنكرها الناس ويشمئزون منها حتى إذا لانت نفوس بعضهم إليها جاءت فتنة أُخرى أعظم منها وإن السعيد كل السعادة لمن وقي الفتن ومن أُبتلي بها فليصبر على دينه وليثبت، في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي. ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ" الجملة للتعظيم يعني هذه هي الفتنة الداهية قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ" اللهم نسألك أن تقينا من الفتن اللهم قنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم أصلح ولاة أمورنا اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين ، اللهم أبعد عنهم كل بطانة سوء وأبدلهم ببطانة خير تدلهم على الخير وتأمرهم به وتبين لهم الشر وتحذرهم عنه، اللهم إنا نسألك أن تُغيث بلادنا بصلاحنا وصلاح ولاتنا وصلاح وزرائهم وصلاح أُمرائهم وصلاح كل من يتولى لهذه الأمة أمراً من أمورها يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق