الأحد، يونيو 06، 2010

خطبة عن ادخال السرور على المسلم

خطبة عن إدخال السرور لمسلم
12/6/1431هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ما اتصلت عين بنظر ووعت أذن بخبر وسلم تسليما كثيرا... أما بعد أيها المسلمون...
خلق الله تعالى الناس وجعلهم في مشاعر متنوعة فجعلهم ما بين فرح وحزن وما بين ضحك وبكاء وجعل الله تعالى في مواساة الناس على أحزانهم أجرا عظيما وجعل الله تعالى في إدخال السرور على المسلمين أجرا عظيما ومن نظر في حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وجد أنهم كانوا يتتبعون جميع أبواب الخير لأجل أن يسلكوا منها إلى الأجر والثواب والجزاء ومن ذلك أيها الكرام إدخال السرور على المسلمين ولقد مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاعله فقال عليه الصلاة والسلام:[ أحب الناس إلى الله انفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب المسلم]
وقال عليه الصلاة والسلام:[ أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على المسلمين] كما عند الطبراني... وقال صلوات ربي وسلامه عليه وهو يبين فضل ذلك قال لما سئل أي الأعمال أفضل قال:[ إدخال السرور على مؤمن أو أن تشبع جوعته أو أن تستر عورته]
ولما سئل بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم قيل لهم:
ما بقي من لذاتك في الدنيا؟؟؟
قال: إدخال السرور على الإخوان.
وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى لما سئل قيل له:
أي الأعمال تحب؟؟؟
قال: إدخال السرور على المسلمين.
قال عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه قال:"من ادخل على أخيه المسلم سرورا أو فرحا في دار الدنيا خلق الله عز وجل من ذلك خلقا يدفع عنه الآفات في دار الدنيا فإذا كان يوم القيامة كان قريبا" كما عند الخطيب البغدادي
فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحَرص على أن يكون المرء مدخلا للسرور على قلوب إخوانه المسلمين وكان يفعل هو صلى الله عليه وسلم ذلك.
عباد الله : كان عليه الصلاة والسلام يَسلك طرقا لإدخال السرور على المسلمين ومن ذلك الهدية كما قال صلى الله عليه وآله وسلم [تهادوا تحابوا حتى لو كان شيئا يسيرا] فكان عليه الصلاة والسلام حريصا على أن يدخل السرور على الآخرين بمثل ذلك...ربما اهدي إليه صلى الله عليه وسلم لبن أو طعام أو تمر وربما أهدى صلى الله عليه وسلم .
فهذا باب من أبواب إدخال السرور...
ومن ذلك الابتسامة... كما قال صلى الله عليه وسلم:[ تبسمك في وجه أخيك صدقة]
وكما قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله تعالى عنه: "ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي"... فالابتسامة لا تنافي الخشوع والانكسار و التعبد لله.
ومن ذلك قضاء الحاجات كما قال صل الله عليه وسلم[لئن امشي مع أخي في حاجة حتى أثبتها له أحب إلي من أن اعتكف في مسجدي هذا شهرا]...
فقضاء الحاجات للناس من إدخال السرور عليهم.
وإن من أبواب إدخال السرور على المسلم ياعباد الله زيارة المرضى.
ومن إدخال السرور الكلمة الطيبة كما قال عليه الصلاة والسلام:[ الكلمة الطيبة صدقة] وقال صل الله عليه وسلم:[اتقوا النار ولو بشق تمرة] قال:[فمن لم يجد فبكلمة طيبة] وربنا عز و جل يقول:{و قولوا للناس حسنا} يعني الكلام الطيب ويقول عز و جل مبينا فضل ذلك وهو يختار لعباده أن يتكلموا بأحسن الكلام :{ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} يعني يختار أطيب الكلمات ثم يتكلم بها
ومن ذلك الصدقة على المحتاج كما بين النبي صل الله عليه وسلم فضلها في أحاديث كثيرة وكما قال جل وعلا:{وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}...فهو ليس مالك ولا مال أبيك إنما هو مال الله جعله بين يديك قال :{وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}...لأن في الإعانة إدخال للسرور على المحتاج.
واعلم انك ما تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلا رزقك الله تعالى خيرا منها. وكلنا يا عباد الله نتعامل مع رب كريم {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}...
في ديننا شُرع لنا من العبادات والتصرفات ما فيه تخفيف للحزن عند الآخرين ...
ألم يشرع عندنا في الدين التعزية؟؟؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم:[ حق المسلم على المسلم ست] وذكر منها صلوات ربي وسلامه عليه و [فإذا مات فاتبعه]
فإذا تبعت الميت خففت الحزن عن أهله وأدخلت السرور عليهم ...
وكان صل الله عليه وسلم يعزي من يموت له احد من أصحابه لأجل أن يخفف الحزن عنه ولأجل أن يدخل السرور عليهم
بل حتى في الأخلاق نُهِي عن عدد من التصرفات لأجل أن لا يذهب السرور، فهذا الدين جاء بالسرور والفرح سواءا للعبد مع نفسه أو مع الآخرين.
هذا أيها الأحبة الكرام صور لبعض الأمور التي تدخل السرور على المسلمين...فكل ما كان المسلم أو المسلمة أكثر التصاقا بك من أم وأب أو زوجة أو أبناء أو إخوة وأخوات وأقارب وزملاء وأصدقاء كلما كان أقرب أليك رحما كانت ممازحته وملاطفته والتفاعل معه وإدخال السرور عليه كان أعظم أجرا عند رب العالمين ...
أسال الله جل وعلا أن يرزقنا جميعا حسن الخلق وأن يعيذنا من سوء الأخلاق... أقولوا ما تسمعون واستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه واشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وإخوانه وخلانه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستنَّ بسنته إلى يوم الدين...
أما بعد أيها الأحبة الكرام...
ومن صور إدخال السرور على المسلمين الدعم والمؤازرة لتلك الجمعيات الخيرية المباركة التي لم تألُ جهداً في دعم المحتاجين من المسلمين ومن ذلك جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي.
وأن الجمعية تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين إقامة نظامية بعد التأكد من أن إصابتهم بالفشل الكلوي تمت عقب وصولهم إلى المملكة ، كما تقدم الخدمة لجميع الديانات ولا تقوم بالتفرقة بين المسلمين وغيرهم وتنظر إلى هذا العمل بأنه عمل إنساني يقدم للمحتاجين والفقراء، الذين لا يستطيعون الغسيل، وأن الجمعية تلتزم مع المرضى بالغسيل وتوفير الأدوية وتقديم خدمة النقل لهم بالتعاون مع عدد من مراكز الغسيل المنتشرة في المملكة.
وللعلم فإن عدد المصابين في مرض الفشل الكلوي في المملكة يبلغ عددهم 9600 مريض والجمعية تشرف على علاج 20% من المرضى ويبلغ عدد الذين يتعرضون للوفاة 11 بالمائة في المملكة.
أيها المسلمون أبواب الخير كثيرة وما عند الله خير وأبقى ، فلا تبخل أخي المسلم بالقليل من المال لتجده عند الله مدخراً يوم لا ينفع مال ولا بنون أسأل الله لهذه الجمعية ولكافة الجمعيات الخيرية التوفيق والسداد وأن تؤدي رسالتها وفق مراد الله.
هذا وصلّوا - رحمكم الله - على من بعثه الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، فقد أمركم الله بذلك، فقال عز من قائل: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد  وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين.
اللهم أعز الإِسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإتياء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق