الأحد، مايو 23، 2010

خطبة عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


عباد الله اتقوا الله حق التقوى

عباد الله بداية نهنئكم ببداية العام الهجري الجديد ونسأله أن يكون عام خير وعز ونصر وتمكين للإسلام والمسلمين.
وكما نعلم جميعا أن بداية العام تذكرنا بهجرته صلى الله عليه وسلم يوم خرج من مكة إلى المدينة بإذن من الله لينصر دينه ولعلنا هنا نستذكر بعض المواقف عنه صلى الله عليه وسلم إبان هجرته علنا أن نستلهم منها العبر والدروس فيوم أن علم عليه الصلاة والسلام عن عزم قريش بقتله وأنهم دبروا مكرا وخديعة ألا وهي أن يجمعوا من كل قبيلة واحد فيقتلوا قتلة رجل واحد فيتفرق دمه بين قبائل العرب إلا أن نصر الله قريب فنصر الله رسوله ويخرج من بيته من بين يدي المتربصين عند بابه شاهرين السيوف لقتله وهم لا يرونه { وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) خرج صلى الله عليه وسلم من بيته موقن بنصر الله له{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} متوكل على الله فكان درسا عظيما لأولياء الله قاطبة أن يقتدوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم الواثق بنصر الله ، ثم خرج صلى الله عليه وسلم برفقته ابو بكر الصديق رضي الله عنه خرجا من مكة إلى المدينة سرا واختفيا في الغار مدة ثلاثة أيام عن أنظار قريش حيث أن قرش أعدت جائزة عظيمة لمن عثر عليهما ومع ذلك تأتي عناية الله لهما وحفظه وهما في الغار فكان أبو بكر خائفا فقال له صلى الله عليه وسلم لا تخف إن الله معنا فنزلت آية تتلى إلى يوم القيام {لا تخف إن الله معنا } ثم لما خرجا من الغار وسارا في طريقهما لحق بهما سراقة فلما اقترب منهما غارت الأرض بفرس سراقة ثم يخرج وتغار الفرس في الأرض وهنا أدرك سراقة أنه لن يستطيع الوصول اليهما لأنهما في حفظ الله فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجه ويخرج فرسه فاشترط عليه بأن يعمي أنظار القوم عنهما أي لا يرشدهم الى مكانهما، ثم إنه صلى الله عليه وسلم لما رأى يدا سراقة وقد سقطتا على الأرض يخبر سراقة عن معجزة من معجزات النبوة فيقول يا سراقة كيف بك وقد لبست سيواري كسرا الله أكبر في خضم هذه الحادثة التي ما بين خوف ووجل وحياة وموت وطلب للنجاة يخبر عن شأن عظيم لهذا الدين وأنه سوف تكون له الغلبة وسوف يسقط ملك كسرا على أيدي المسلمين الواثقين بنصر الله وفعلا تحققة معجزة النبي صلى الله عليه وسلم على يدي جيش يستلهم النصر من الله واستولى المسلمون على ملك كسرا ووصلت مع الغنائم لعمر بن الخطاب سيواري كسرا واستدعا سراقة وألبسه سيواري كسرا تحقيقا للمعجزة الخالدة الثابتة على مر التأريخ.
عباد الله : إننا يوم أن نتأمل حالنا اليوم وما يجري على المسلمين من عدة نكبات متتالية وآخرها نكبة إخواننا في فلسطين في غزة الذين يسومهم أعداء الله الصهاينة سوم العذاب.
فكان هناك طرفان :
طرف وهم اخواننا في فلسطين في غزة كان عليهم الصبر والثقة بنصر الله وليعلموا ان الله ناصرهم لذا عليهم طلب النصر من الله أولاً ثم ألإستعانة بأسباب النصر ثانياً وعليهم أن يكونوا يدا واحدة ضد أعداءهم .
الطرف الآخر هو أنا وأنت هم من كانوا خارج فلسطين فكان علينا جميعاالدعاء لهم والإلحاح على الله بأن ينصرهم وأن يمدهم بنصر من عنده كما نصر رسوله وصحابته في بدر بأن أرسل جنودا لم يراها المسلمون .
والواجب الآخر مد يد العون والمساعدة لهم بالغذاء والدواء وكل ما يحتاجونه هذا أقل ما يكون من الروابط الأخوية فيما بيننا وبين إخواننا وأخواتنا في فلسطين.
َ{لقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ، لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (}128

عباد الله : أقول ما قد سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة إنه هو الغفور الرحيم.


الحمد لله ذي العظمة والجلال، أحمده سبحانه وأشكره على نعمِه المُسْداةِ في الحال والمآل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له الكبير المتعَال، وأشهَد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله, دلّ على طريقِ الخير, وحذّر من الغوايَة والضّلال, صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أولي الأحلام والنّهى.
ثم أما بعد عباد الله :" اتقوا الله حق التقوا ثم اعلموا أن الله مع المتقين

عباد الله :يوم إن استعرضنا بعض المواقف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وما فيها من النصر والغلبة والصبر والتحمل والتضحية فما أحرانا والمسلمين من الاقتداء به .
ويوم ذكرنا اخواننا في فلسطين وواجب نصرتهم بما نستطيع علنا أن نعذر أمام ربنا ، كان علينا من الواجبات الدعاء لهم والإلحاح على الله بأن ينصر أخواننا في فلسطين .
فاللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان اللهم انصرهم فوق كل ارض وتحت كل سماء.
اللهم انصر اخواننا في فلسطين اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يار ب العالمين.
اللهم انه لا ناصر لهم الا انت ولا راحم لهم الا انت ولا كاشف البلوا عنهم الا انت.
اللهم انهم جياع فاطعمهم وعراة فاكسهم وحفاة فاحملهم .
اللهم انهم لا حول لهم ولا قوة الا بك انت حسبنا وحسبهم ، حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل.
اللهم عليك بالصهاينة اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم انك تعلم انهم يفسدون ولا يصلحون يظلمون ولا يعدلون محاربين لدينك متسلطين على شرعك وعبادك المؤمنين .
اللهم شتت شملهم وأخرس السنتهم وشل أركانهم وجمد الدماء في عروقهم اللهم تدبيرهم تدميرهم .
اللهم تعلم أنهم يمكرون فامكر بهم ويخططون فدمر تخطيطهم ويتمالؤن فخالف بين وحدتهم يارب العالمين.
اللهم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا حي يا قيوم يا من لا تغلب قوتك قوة انصر عبادك المستضعفين المكلومين المضطهدين المجاهدين في فلسطين. اللهم اجمع شملهم ووحد كلمتهم وانصرهم على أعدائك واعدائهم يا رب العالمين.
اللهم صلى على محمد
عباد الله أكثر وا من الدعاء لإخوانكم في فلسطين في غزة الجريحة وخصوصا في هذا اليوم في آخر ساعة من يوم الجمعة علها ان توافق دعوة مستجابة
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه حيث قال عز من قائل {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وارض اللهم على خلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنا معهم بجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك، اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وتحكيم شرعك، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ارزقنا القناعة بما آتيتنا ورزقتنا، اللهم وأغننا بحلالك عن حرامك، وبك عمن سواك، اللهم اجعلنا أفقر الناس إليك، وأغنى الناس بك، اللهم وفقنا لما تحب وترضى.
اللهم تب علينا توبة نصوحاً لا معصية بعدها اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولسائر المسلمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله، {إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق