السبت، مايو 22، 2010

خطبة سورة المطففين

بسم الله الرحمن الرحيم
تأملاتٌ في سُورَةِ المطففين

الْحَمْدُ للهِ الذي أمرَ بالقِسْطِ والإنصاف، ونَهى عن التطفيفِ والإجحاف، أحمَدُهُ سُبحَانَهُ بما هوَ لهُ أهلٌ مِنَ الحمدِ وأُثني عليه، وأُومنُ بهِ وأتوكلُ عليه، مَنْ يهدهِ اللهُ فلا مُضلَّ لهُ ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، أمرَنا بالعدلِ وحثّنا على قولِ الحقِّ وبذلِ الفضل، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وصفيُّهُ مِنْ خلقهِ وخليلُه، أرسلهُ اللهُ بالحنيفيَّةِ السمحاء والطريقةِ السواء، كانَ أكثرَ النّاسِ عدلاً وأحرصَهُم قِسْطاً، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ، وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :

سورةُ المطففينَ سُورةٌ كريمةٌ، وَضَعَتْ للبيعِ والشراءِ أُسُساً عادلةً قَوِيمةً، يقولُ اللهُ عزَّ وجل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ((وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ، أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ))(1) ، إنَّ المُتأمِّلَ المتدبِّرَ فيما تَضمّنَتْهُ هذهِ السورةُ القرآنيةُ العظيمةُ يَجِدُ أنَّها تُصَوِّرُ جانباً سيِّئاً مِنَ الواقِعِ العمليّ الاقتصاديّ والاجتماعي، هذا الجانبُ تمثَّلَتْ معالمُهُ وتجسَّدَتْ صُورتُهُ في ظاهرتَينِ ممقوتتَينِ ساقتْ صفتَهما السورةُ الكريمةُ في أوَّلِهَا وخِتامِهَا، مُشدِّدةً النكيرَ على أصحابِهما: إنهما ظاهرةُ التطفيفِ في الكيلِ والوزن، وظاهرةُ الاستهزاءِ والسخريةِ بالمؤمنين، ففي بدايةِ سياقِ هذه السورةِ – كما ترونَ – شدَّدَ اللهُ عزَّ وجلَّ النكيرَ على المُطفِفينَ وهُم طبقةٌ منَ التجارِ يُمارِسُونَ سُلوكاً شاذّاً عنِ الفِطرةِ في تجارتِهم، فهُم كما وصفَهُم اللهُ عزَّ وجل: ((إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ))(2) ، ففي حالِ شرائِهم منَ الناسِ يتقاضونَ لأنفسِهِم الكيلَ وافياً، وإنْ كانُوا بائعينَ يُنقِصُونَ في الكيلِ والوزن، فكانُوا على هذهِ الصورةِ يتصرّفونَ بلا رقيبٍ أخلاقيٍّ يَصدُّهم، وبهذا الأسلوبِ يتعاملونَ دونما رادعٍ اجتماعيٍ يردعُهم، وكأنَّهم أمِنُوا العقابَ أو نَسوا يومَ الحساب، روى ابنُ عباسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهما- قال: لمَّا قَدِمَ النبيُ صلى الله عليه وسلم المدينةَ كانوا مِنْ أبخسِ الناسِ كيلاً فأنزلَ اللهُ: ((وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ))، فأحسنُوا الكيلَ بعدَ ذلك.
عِبَادَ اللهِ :

إنَّ التجارةَ في الإسلامِ مباحةٌ غيرُ مَمنوعةٍ إذا كانتْ صفتُها ومعاملاتُها لا تتجاوزُ الحدودَ المتعارفَ عليها، وهي خيرٌ عميمٌ ورزقٌ وفير، فقدْ جاءَ فيما أُثِر: (جُعلَ تسعة أعشارِ الرزقِ في التجارة)، ولقدْ كانتْ حرفةَ بعضِ أنبياءِ اللهِ -عليهمُ السلامُ-، وهِيَ مِنْ أفضلِ الكَسب، ففي الحديث: (إنَّ أفضلَ الكَسْبِ كَسبُ الرَّجُلِ مِنْ يده)، وجاءتِ السُنَّةُ كذلكَ مُبيِّنةً أنَّ احترافَ المهنةِ وإتقانَها والإلمامَ بجوانبِهَا يُكسِبُ مُحبَّةَ اللهِ تَعَالَى؛ ففي الحديثِ عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم : (إنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبدَ المُحترف) ، والتاجرُ الصدوقُ الأمينُ في تجارتِهِ الذي أحسنَ تعاطيها والتزمَ بأُطُرِهَا وأُسُسِها، وراقبَ اللهَ فيها بِنَفْسٍ وجِلَةٍ خاشية؛ يُباركُ اللهُ له في رِزقِه، ويُوَسِّعُ له في تِجارته، ويزيدُهُ مِنْ واسعِ فضلِه، ويحشرُه يومَ القيامةِ مع النبيينَ والصدِّيقينَ والشهداءِ كما جاءَ عنهُ صلى الله عليه وسلم : (التاجرُ الصدوقُ يُحشَرُ يومَ القيامةِ مع النبيينَ والصدّيقينَ والشهداءِ وحَسُنَ أولئكَ رفيقا) ، إلا إنَّهُ في المقابلِ إذا انحرفَ التاجرُ بتجارتِهِ إلى ما فيهِ إضرارٌ بمصلحةِ المجتمعِ عموماً، ورضيَ لنفسهِ مقارفةَ المُعاملاتِ المُحرَّمةِ اللا إِنسانيَّة، غيرَ عابئٍ بما تدعو إليهِ القِيَمُ والمُثُلُ الأخلاقيّةُ، مُتجاوزاً في ذلكَ حدودَ ما أنزلَ اللهُ، فإنَّهُ بذلكَ يكونُ قد ارتكبَ ظُلماً في حقِّ نفسهِ، واقترفَ جريمةً في حقِّ مجتمعِه، ولقدْ حكى القرآنُ الكريمُ حالَ المُطفِّفينَ منَ الأقوامِ السابقينَ -بعدما انحرفُوا عنِ القسطِ في الكيلِ والوزنِ وبخسوا الناسَ أشياءهُم، كقومِ شعيب وغيرهم فأنزلَ اللهُ عليهم عقابَهُ الأليم- في قولهِ تَعَالَى: ((أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ، وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ، وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ، وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ، قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ، وَمَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ، قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ، فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ))(3)، ونفى الرسولُ صلى الله عليه وسلم نسبتَهم إلى جماعةِ المؤمنينَ حيثُ قالَ حينما مرّ على رجلٍ بائعٍ يغشُّ في تجارتِه: (مَنْ غشَّنَا فليسَ منا)، فالتطفيفُ غِشٌ لصاحبهِ مُذِلٌ، بلَ سرقةٌ تجاريةٌ لا تَحِلُّ، فإنَّهُ وأمثالَهُ منَ المعاملاتِ المُنحرِفَةِ تَميلُ بمزاوِلِيهَا إلى سبيلِ الإثمِ والفشل، كما أنَّ المجتمعَ الآمنَ يظلُّ بوجودِهَا في ضَرَرٍ ووَجلٍ؛ نظراً لاستنزالِها النِّقَمَ مِنْ ربِّ النِعَم، في البيعِ والشراءِ على السواء، يقولُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- : (لا يحلُّ لأحدٍ يبيعُ بيعاً إلا بيّنَ ما فيه، ولا يحلُّ لِمَنْ يعلمُ ذلكَ إلاَّ بيَّنَه) ، ويقولُ أيضاً: (مَنِ اشترى سرقةً وهو يعلمُ أنَّها سرقةٌ فقدِ اشتركَ في إثمِهَا وعارِهَا(.

فاتقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، وقدِّمُوا لأنفسِكُم ما يُقَرِّبُكُم إلى رضا المولى وهُدَاه، ويُبعِدُكُم عَنْ سخطِهِ يومَ لِقَاه.
أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.

*** *** ***

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ
:
إنَّ الإسلامَ في شموليَّتِهِ عقيدةٌ وسُلُوك، وهوَ في ذاتِ الأمرِ وَعْدٌ ووعيدٌ وترغيبٌ وترهيب، والمُتأمِّلُ في سـورةِ المطففينَ يجدُ أيضاً أنَّها تُمَثِّلُ جانباً مُشرقاً آخرَ مِنْ أساليبِ الإصلاحِ الفعَّالةِ وأُسُسِ التربيةِ المُؤثِّرةِ في مواجهةِ واقعِ البيئةِ وواقعِ النفسِ البشريَّة، فقدْ طالعتْنا هذهِ السورةُ الكريمةُ في وَسَطِهَا على مَشْهدَينِ لِفئتَينِ مُتضادتَينِ منَ الناسِ هم فِئةُ الفُجَّارِ وفئةُ الأبرار، والآياتُ في هذا السياقُ القرآنيُّ العجيبُ تستعرضُ ما آلَ إليهِ حالُهُمَا نتيجةَ أعمالِهما لِيتمَّ بذلكَ النَّسَقُ القرآنيُّ التربويُّ في أبهى صُوَرِهِ وأوضحِ دلائلِه؛ فبَعدَ أنْ ذكرَ المولى عزَّ وجلَّ المُطفِّفينَ وسُوءَ عملِهم وإضرارَهم بالناسِ في تجارتِهم؛ خَوَّفَهُم بأليمِ عِقابهِ مُشعِراً أحاسيسَهم النفسيَّةَ وكوامنَهُم الوجدانيَّة، مُنَبِّهاً إِيَّاهُم بأنَّ عملَهم هذا سيُردِيهم إلى الفجورِ، وسيسلكُ بهم إلى سواءِ الجحيم، ويخالفُ بِهم عَنْ طريقِ الأبرارِ أهلِ النعيم؛ لأنَّ الجزاءَ حينها سيكونُ مِنْ جِنسِ العمل، وكما تُدينُ تُدان، ولا تَحصدُ أيُّها الزارعُ إلا ما زرعت، قال سبحانه: ((كَلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ))(4) ، وقال أيضاً: ((كَلا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ)) (5) ، ففي هذهِ الآياتِ إخبارٌ عن كتابَيْنِ هُما: كتابُ الشرِّ للفجارِ وهوَ في سجِّين، وكتابُ الخَيرِ للأبرارِ وهوَ في عِلِيين، وكلٌ مِنهُمَا مليءٌ بأعمالِ أهله، رويَ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنهُ قال: (إنَّ الملائكةَ لَتَصعدُ بِعَملِ العَبدِ فيَستقلُّونه، فإذا انتهُوا بهِ إلى ما شاءَ اللهُ مِنْ سُلطانِهِ أوحى إليهمْ إنكُمُ الحفظةُ على عبدي، وأنا الرقيبُ على ما في قلبهِ وإنَّهُ أخلصَ عملَهُ فاجعلوهُ في عِليين فقدْ غفرتُ له، وإنَّها لتصعدُ بعملِ العبدِ فيُزَكُّونَهُ، فإذا انتهوا بهِ إلى ما شاء اللهُ أوحى إليهِم أنتمُ الحفظةُ على عبدي، وأنا الرقيبُ على ما في قلبهِ وإنَّهُ لم يخلصْ لي عملَهُ فاجعلوهُ في سجِّين) ، فهذا الأسلوبُ البليغُ في الجمعِ بينَ الترغيبِ والترهيبِ يُعَدُّ القِمَّةُ بينَ أساليبِ التربيةِ وتَنْبِيهِ المشاعرِ الإنسانيَّة، وهو بالتالي وسيلةٌ ناجِعَةٌ في إصلاحِ الأنفسِ وإيقاظِ ضميرِ المجتمع.

فاتقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، ((وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) (6).
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا ( (7).
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم رحمة لرعاياهم ياذا الجلال والإكرام.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق