السبت، مايو 22، 2010

خطبة عن الصيف

الصيف 19/6/1430
أيها المسلمون ـ إن فصل الصيف وقت عطلة واستراحة واستجمام واصطياف، حيث يفكر كثير من الناس في الهروب من الحرارة إلى أماكن باردة تناسب جسم الإنسان وفكره.
إن فصل الصيف عند أولي العقول تذكرة وموعظة. ، إنه يذكر المؤمن بحرارة جهنم وسعيرها، تلك النار التي جاء في كثير من الأحاديث وصفها، ومنها حديث في السنن وهو قوله : ((إن الله أوقد على جهنم ألف عام حتى احمرت، وألف عام حتى ابيضت، وألف عام حتى اسودت، فهي سوداء كالليل المظلم)) رواه الترمذي وابن ماجة والبيهقي. وجاء في القرآن الكريم في سورة التوبة قوله تعالى: فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [التوبة: 81، 82].
وقد روى الشيخان وغيرهما أنه قال: ((إذا اشتد الحر فابردوا بالصلاة؛ فإن الحر من فيح جهنم))، أعاذنا الله منها.
وروى البخاري ومسلم ومالك والترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((ناركم هذه ما يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم))، قالوا: والله إن كانت لكافية! قال: ((إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءًا كلهن مثل حرها)).
عباد الله : هذا الحر وهذه نتائجه نلامسها جميعا أنا اتجهنا في هذا الوقت يلازمنا الحر.
فهلا اتعظنا وعرفنا ضعفنا أمامه،
وهلا دعونا الله أن ينجينا من عذاب جهنم كلما اشتد علينا حر الدنيا،
ثم الا يجدر بنا أن نتذكر اخواناً لنا ضعاف مساكين لا يستطيعون مقاومة هذا الحر فندعو أن يخفف عنا وعنهم ، وأن نساعدهم بما نستطيع
ثم ألا يجدر بمن أنعم الله عليه بوسائل التبريد المتنوعة في منزله وسيلة للتبريد وفي مكتبه وفي سيارته ألا يجدر به شكر هذه النعمة.
ثم علينا جميعا عدم الإسراف في هذه النعمة إذ علينا أخذ الحاجة فقط حتى لا نحمل الطاقة الكهربائية فوق ما تتحمل، وحتى يستفيد منها الغير من المسلمين. وما ترون من كثرة انقطاع الكهرباء إلا بسبب الحمولة الزائدة عليه.
ثم اذكر من يبخل على نفسه وعلى أهله فلا يشتري وسائل للتبريد فأقول عليه أن يتقي الله وليعلم أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده .
نفعني الله وإياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وأجارني وإياكم من عذابه المهين، وغفر لي ولكم ولسائر المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية
أما بعد: كيف يستقبل بعض الناس فصل الصيف في بعض مجتمعاتنا اليوم؟
والجواب نأخذه من واقع بعض الناس، ولا يكاد أحد من الناس يكذب بها أو يعاند في تكذيبها وهي إقامة المواسم حول الأضرحة والقبور، فترى بعض الناس يشدون الرحال إلى كل مكان فيه قبر أو ضريح أو مشهد، بدعوى المحبة والتوسل والتبرك، فيحملون الزروع والأبقار والأغنام التي هي من نعم الله، لا من أحد غيره، وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ [النحل: 53]، فيبذّرون الأموال ويصرفون النعم في ما يغضب الله تعالى ويتنافى مع الشكر المأمور به شرعًا، إضافة إلى شرب الخمور وسماع الغناء الفاحش وتعاطي الفجور والفساد واختلاط الرجال بالنساء والإساءة إلى القبور والموتى وإهانتهم بالذبائح عليها وتلويثها بالدماء واتخاذها شريكًا مع الله تعالى بالدعاء والاستغاثة والنداء والطواف، حتى أصبح بعضهم يسمي بعض القبور بحج المسكين.
فخبروني بربكم يا مسلمون: ماذا تقولون في هذا وأنتم عقلاء؟! فكل هذه الأشياء تتنافى مع العقل السليم، فكيف لا تتنافى مع الشرع الحكيم؟! فكل هذه الأشياء والأعمال ضروب من الشرك التي جاء الإسلام للقضاء عليها، قال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ [الزمر: 65].
فاتقوا الله عباد الله، ولا تبدلوا نعم الله عليكم كفرًا وجحودًا، ولا تكونوا سببًا في إحلال البوار والدمار الذي توعد الله به كل من عصى الله تعالى بنعمه، قال سبحانه: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ [إبراهيم: 28-31].
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعلنا ممن يشكرون نعمتك ولا يكفرونها، اللهم اهدنا لشكر النعم فإنك أنت واهبها يا أرحم الراحمين.
روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك عن رسول الله أنه قال لجبريل: ((ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكًا قط؟ قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار)).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق